الاثنين، 7 نوفمبر 2011

ثورة المتفرجين

تململ المتفرجون فى مقاعدهم و نظر بعضهم الى بعض و تهامسوا و تساءلوا عن سبب جلوسهم طوال هذه الفترة لمتابعة هذا العرض الممل منهم من خرج و منهم من استسلم للنوم و منهم من ظل فى مكانه هربا مما ينتظره فى الخارج أو عقابا لنفسه.
يحدث هذا أحيانا فى المسارح التى نرتادها من حين لآخر و لكن ماذا يحدث حين نكتشف بعد فترة طويلة أننا فى مسرح دون أن ندرى و نتابع مسرحية طويلة دون أن ندرى أنها مسرحية و كنا نظن أنها واقعا لا تمثيلا ؟؟؟؟!!!!!!


ماذا يحدث حين نكتشف أننا عشنا جيلا بعد جيل فى هذا الزيف و الخداع تتغير فيه الأدوار و تتبدل أحيانا و هؤلاء الممثلون البارعون المخادعون و من خلفهم كتاب السيناريو و المخرجون و قد استطاعوا أن يجعلونا طوال عقود لا نشعر أننا فى مسرح نشاهد عرضا مسرحيا مستمرا طوا أربع و عشرين و ساعة فى اليوم نصحو و ننام و نعمل و ننفق الأموال و نتشاجر فيما بيننا و نتحاور و نتزوج و نعيش و نموت و نسافر  و نتعبد - كل ذلك و نحن فى اطار العرض المسرحى لم نخرج منه أبدا .
صحيح أن هناك من بيننا من همس فينا بل و منا من صرخ بصوت عال محاولا تنبيهنا أن أفيقوا يا قوم نحن نحيا فى مسرح كبير و كل ما نراه زيف و خداع و توزيع أدوار انهم يمثلون علينا و حولهم جيش كبير من الكتاب و المؤلفين و ادارة المسرح و جهاز أمن المسرح . و نذكر جميعا كيف اختفى هؤلاء من بيننا فى صمت أحيانا و فى صخب أحيانا أخرى على يد حراس المسرح و مسئولى الأمن فيه.
و لكن شيئا ما حدث مؤخرا فقد استطاع بعضنا أن ينير جنبات المسرح الغارق فى الظلام بنور خافت بدأ يزداد شيئا فشيئا و لاحظ بعضنا الديكور و الاضاءة و الممثلين و الغرف الخلفية و شيئا فشيئا دار بيننا حوار هامسا أحيانا و صاخبا أحيانا أخرى حتى سارت الأمور الى مداها و انتفض المتفرجون حين أدركوا الخديعة و الزيف الذى يعيشون فيه منذ أجيال و تطايرت المقاعد و قفز الجمهور الى جنبات المسرح - مسرح الخداع .


و ظن بعض الممثلين من أصحاب أدوار البطولة أن الجمهور لا يعجبه العرض فحاولوا تعديل السيناريو و ظن آخرون أن الجمهور قد مل من الوجوه و رغب فى استبدالها .... و لكن ...... هيهات هيهات يا سادة
لقد ثار المتفرجون و انتفضوا على كل ما حدث من خداع طوال سنوات عديدة لم يثوروا على أحد الممثلين – كما يظن البعض – بل ثاروا على العرض كله و ثاروا على المسرح كله بكتابه و ادارته وأفراد أمنه و ممثليه بكل أدوارهم سواء كانت خيرا أم شرا فالكل شارك فى الخداع .


و الغريب أن أصحاب الدور الثانى من الممثلين و من كان يمثل علينا دور المقاوم و المعارض و كل الكومبارس و المجاميع ظنوا أن الثورة كانت من أجل أن يحتلوا هم أدوار البطولة و ادارة المسرح و عرض سيناريوهات جديدة . و هو تفكير غبى انتهازى أحمق و قع فيه أبطال المسرحية التى شاركوا جميعا فيها من البداية . كلهم شركاء فى العرض المسرحى الهزلى الذى تكشفت لنا أبعاده و أدواره . هيهات يا سادة ...أفيقوا .
ماعاد الجمهور يقبل بوضعه فى كراسى المتفرجين  - لن نصبح متفرجين بعد اليوم و هذا المسرح لابد أن يهدم فقد مضى عهد الخداع – عهد العروض المسرحية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله يرحمك يا كابتن لطيف

الكابتن "شوبير" الطنطاوى , صاحب الصوت العالى و الدم "الخفيييييييييييييييييييييييييف" بشكل يلطش , أضاف الى مجمع اللغة ...