الأحد، 12 نوفمبر 2017

وعد بلفور

انطلقت رصاصات الفتى الصربى على كوبرى سراييفو فى يونيو 1914 الى صدر ولى عهد امبراطورية النمسا و المجر ليتغير العالم بعدها و يدخل فى صراع مجنون دارت فيه ماكينة الحرب فى 1914 لتنتهى جولتها الاولى فى " فرساى " 1919 و تنطلق بعدها الجولة الثانية فى 1939 لتضع أوزارها بدخول الحلفاء الى برلين 
1945



 لم تتغير خريطة أوروبا فقط بل العالم كله و فى القلب منه منطقة الشرق الأوسط الممتدة من ايران شرقا الى الصحراء الغربية المصرية
كانت الجولة الأولى – الحرب العالمية الأولى – قد مرت بتقلبات سياسية و عسكرية عديدة و خاصة أن تركيا العثمانية قد انحازت الى جانب ألمانيا و النمسا و المجر فى الحرب ضد انجلترا و فرنسا و روسيا قبل أن تنضم لهم أمريكا فى 1917 .. و مع دوران عجلة الحرب المجنونة دارت عجلة التحالفات فى منطقة الشرق الأوسط لتجذب لها عملاء ضجوا من النير العثمانى المتسلط على المنطقة منذ 400 سنة , و تحركت قوى الثورة العربية بقيادة الشريف حسين و دعم انجلترا لتقاتل ضد الأتراك فى شرق الأردن و العراق و بلاد الحجاز .... و فلسطين
و عند فلسطين توقف التاريخ , فقد اختار البريطانيون كعادتهم الجانب اللأخلاقى و تعاملوا بمنطق التاجر المرابى الفظ قاسى القلب قاتفقوا مع اليهود فى ألمانيا و النمسا على طعن الدول المحاربة من الخلف , كعادة اليهود فى الغدر و الخيانة , و انتهزوا الفرصة التاريخية و طلبوا من انجلترا الجائزة ... فلسطين
ووافقت بريطانيا و ليذهب أهل البلاد الى الجحيم – بل ليذهب حلفاؤهم من العرب الى الجحيم
و هكذا أعطى من لا يملك لمن لا يستحق , و ضاعت فلسطين مع الوعد المشؤوم المعروف بوعد بلفور 1917
خان اليهود الجميع , خانوا بلادهم التى احتوتهم و آوتهم زمنا طويلا و حركوا نار الثورة ضد القيصر فى ألمانيا و رفيقه فى النمسا , و خان البريطانيون الجميع خانوا حلفاءهم من العرب , وعدتهم بدولة عربية واحدة كما وعدت اليهود , وفت بوعدها لليهود و خانت العرب .. و هكذا التقت الخيانتان – بل الثلاث خيانات , خيانة اليهود لألمانيا و النمسا و خيانة الانجليز للعرب و خيانة العرب للأتراك .. و ضاع العرب فى النهاية , و ضاعت فلسطين , و عندما انطلقت الثورة الفلسطينية فى 1936 كان الأوان قد فات , و حتى عندما صعدت النازية فى ألمانيا 1933 و أسفرت عن وجهها المعادى لليهود , فشل العرب فى انتهاز الفرصة التاريخية فلم يتخلصوا من الاحتلال البريطانى الفرنسى و لم ينجحوا فى تحريك القضية الفلسطينية مستغلين ظروف الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945 , و كالعادة تحركوا متأخرا فى 1948 و كان الأوان قد فات أيضا




اليوم يمر 100 سنة على الوعد المشؤوم و تبدأ مئوية جديدة من ضياع فلسطين ... و العرب
فلسطين هى قضية العرب الأولى قبل أى قضية , و ها هى الأحداث قد أثبتت للجميع أن أى تنمية فى المنطقة هى حرث فى البحر طالما بقى الكيان الصهيونى بيننا



و مازال العرب أمراء الرهانات الخاسرة , و ملوك التحركات المتأخرة .. و اليوم و قد عم المنطقة الخراب بعد الربيع العبرى الملعون الذى عصف بالجميع و أعادنا عشرات السنين الى الوراء ,, ماتزال قضية فلسطين هى القضية الأم , هى حلم الشعوب قبل الجيوش , فالجيوش العربية ما بين ممزق , و متخاذل , و متخندق و مترهل , تحت قيادات شاخت و تعفنت و تحللت فى أروقة كامب ديفيد و سياسات السادات و كل من حذا حذوه
الغضب الساطع آت , و أنا كلى ايمان ... ستخرج فلسطين و كل مناصريها و كل المؤمنين بها فى العالم كله , سيخرجون كطائر الفينيق من تحت الرماد ليقاتلوا الحرب الأخيرة , حرب العالم كله لتسقط عروش أباطرة المال و الأعمال القذرة ,, زعماء الخيانة و ملوك رأس المال ....... انه وعد الهى , وحقيقة ساطعة و حتمية تاريخية رغما عن أنف الصهاينة و الأمريكان و كل زعماء و ملوك التخاذل و الخيانة





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله يرحمك يا كابتن لطيف

الكابتن "شوبير" الطنطاوى , صاحب الصوت العالى و الدم "الخفيييييييييييييييييييييييييف" بشكل يلطش , أضاف الى مجمع اللغة ...