على ضفاف النيل عاش التاريخ طفلا في
مدرسة أم التاريخ , و أكمل التاريخ أولى دوراته وسجل أنصع صفحاته و خرج منها مرتحلا في كل العالم من
آسيا إلى أوروبا حتى عبر الأطلنطى إلى الأرض الجديدة , لكنه مازال كالابن التائه الذي
يبحث عن أمه , و اليوم يقترب الابن من الأم و تنذر الأحداث بقرب عودته إلى مكانه الأصلي
و الحقيقي على ضفاف النيل ليمرح بين الحقول و يتغنى بالأهرام و ينحني إكبارا لأبى
الهول ثم يصعد في النيل وصولا إلى المسرح الأعظم في " طيبة " حيث الكرنك
ليتطهر في بحيرته المقدسة و يطلب الإذن بالدخول إلى قدس الأقداس حيث ينحني خاشعا
متبتلا في إكبار لرب الكون و خالقه " آمن – آمون " سر الأسرار و رب
الأرباب و ملك الملوك , من لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار , منه البدء و إليه
الانتهاء , منه الحياة و إليه الحياة و به الحياة , هو الإله الواحد الأحد الأزلي الأبدي
مالك الملك و الملكوت و صاحب العزة و الجبروت.
إن وادي النيل ليتهيأ لاستقبال
أحداث عظيمة تعيد كل شئ إلى موضعه فتعود الحضارة إلى حيث بدأت و تبسط " ماعت " ظلها على الأرض .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق