تقف الكيانات المصطنعة المسماه بدول الخليج موقفا متشددا من عصابات الاجرام
البعثية الحاكمة فى دمشق و التى قهرت الشعب السورى طوال ما يزيد على أربعين عاما و
شاركت فى سفك دماء اللبنانيين و الفلسطينيين و روجت لنفسها طويلا – تلك العصابات
البعثية الدموية – على أنها محور الممانعة و المقاومة فى العالم العربى و لا أدرى
أى ممانعة و مقاومة هذه و تاريخها فى الفرار أمام الاسرائيليين معروف للجميع يشهد
على ذلك سهل البقاع و من قبله الجولان التى تعجب الاسرائيليون حين وجدوها خالية فى
يونيو 1967 .
الا أن هذا الموقف البطولى لتلك الكيانات المصطنعة المسماه بدول الخليج لن
يغفر لها أبدا مافعلته من قمع للثورة فى البحرين و حمايتها لنظام صالح فى اليمن و
تضييع ثمار الثورة اليمنية بتلاعبها المشبوه فى التوازنات الداخلية و الخارجية
لليمن مما أورث أحقادا مكبوتة – و أحيانا علنية – لدى شباب الثورة فى اليمن ضد تلك
الكيانات المشبوهة . كما قامت تلك الكيانات المشبوهة و مازالت بدور وضيع فى احتواء
الثورة المصرية و أياديها الغير خفية باتت واضحة لكل مراقب – فى دعم و تقوية
كيانات و أحزاب و سياسيين مصريين – مع الأسف – لاثارة الفتنة و تشتييت المجهود
الثورى المصرى . و مع الأسف الشديد نجحت هذه الخطة بدرجة كبيرة – لكن الأمر لم
ينتهى بعد. كما شاركت هذه الكيانات فى اشعال الحريق و اذكاء النار التى شبت فى
ليبيا بعد قيام الثورة على دكتاتورية العائلة و القبيلة حتى تطورت الأمور و صارت ليبيا
مسرحا مفتوحا لأجهزة مخابرات العالم و تجار الأسلحة و كل الأفعال المشبوهة و ضاع
البترول و الغاز الليبى طوال عام كامل و
مازال الوضع مزريا.
هذه الكيانات الصهيونية العربية و فى سبيل الحفاظ على مكاسبها العائلية و
القبلية و السياسية و المالية و غيرها جعلت من بلادها – عن قصد أو بدون قصد –
مرتعا خصبا لأنشطة مخابراتية متنوعة و هو ما عاد بالخراب و المصائب و الكوارث
السياسية على كل المنطقة العربية – و مازال – و لا ندرى الى متى .
مع سقوط الاتحاد السوفييتى 1991 كان المئات من عملاء المخابرات السوفييتية
قد تركوا وحيدين بعيدا عن بلادهم دون دعم أو اتصال بقياداتهم لفترة ليست بالقصيرة
. و خلال هذه الفترة الضبابية نشطت العديد من أجهزة المخابرات فى أوروبا الغربية و
أمريكا و اسرائيل – بل و بعض بلدان أمريكا الجنوبية و تمكنت بقليل من الجهد و قليل
من المال من استقطاب العديد من هؤلاء العملاء المدربين تدريبا عاليا . و قد عمل
العديد منهم فى البلاد العربية لصالح
الموساد الاسرائيلى. و من بلغاريا جاء العميل ( م. ب. ستيبانيكوف ) لم تبذل
المخابرات الاسرائيلية مجهوداكبيرا لتجنيده و الآخرين من أمثاله فقد كان محطما بما فيه الكفاية للعمل
لحساب أى جهاز مخابرات .
فى الكويت كان بداية عمله 1993 و الذى استمر لما يقارب 10 عشر سنوات بدأها
بالعمل تحت ستار شركة أمريكية كندية متخصصة فى الأمن الصناعى و مكافحة الحرائق و
بجواز سفر كندى .
تمكن ستيبانيكوف من اقامة علاقات صداقة متينة مع العديد من آل الخرافى و آل
الصباح و غيرهم كما قام بالعديد من الاتصالات مع ضباط الجيش العراقى و رجال
مخابراته المقيمين بالكويت و آخرين من خارج الكويت – و خاصة من الأردن . و تكثفت
لقاءاته تلك مع عناصر الجيش و المخابرات العراقية طوال الفترة من نوفمبر 2000 حتى
مارس 2003 .
لم تكن اقامة ستيبانيكوف دائمة بالكويت بل كانت متقطعة بصورة كبيرة الا انه
تمكن خلال هذه الفترات المتقطعة من انجاز صفقات ناجحة بدأت ب 633 مليون دولار عام
1997 و انتهت ب 2.2 مليار دولار عام 2002 و هذه الصفقة الأخيرة بالذات ذهب جزء
كبير منها لخدمة عمليات الموساد الاسرائيلى فى شمال العراق.
لم ينحصر نشاط ستيبانيكوف فى الكويت و ان كان قد استطاع مع العديد من
العملاء الآخرين من جعل الكويت واحدة من أكبر معامل غسيل الأموال فى العالم قبل أن
تنافسها امارة دبى و الامارات العربية المتحدة على وجه العموم فى هذه المكانة
العالية فى عالم غسيل الأموال
لم يكن ستيبانيكوف وحده بالطبع – الا أنه كان أذكى من الآخرين و استطاع مع
نهاية 1999 من جلب العميلات ( ليودميلا – ا. روزيكوفسكى – ايللا ) لمعاونته فى
العمل فى امارة دبى و قطر و هو ما امتد
حتى نهاية 2006
و لهذا قصة أخرى