الاثنين، 13 فبراير 2012

الافلاس الجماعى


ان كان لى أن أقول " حسبى الله و نعم الوكيل " على أحد فاننى أقول حسبى الله و نعم الوكيل فى نخبة هذا البلد – و ماهى بنخبة – انها نخبة الفتنة و التمزيق مانال الوطن منهم طوال عام كامل بل و قبله و ربما بعده الى ما شاء الله سوى متاهات وحوارات عقيمة لا تخدم الا مصالحهم الخاصة و الحزبية و الفئوية الضيقة . كم جنى هؤلاء من المال و السلطة و الحظوة و الشهرة طوال عام كامل ؟ هل يجرؤ أحدهم أن يقول ؟؟؟؟
و ما الغرض من تلك المعارك الاعلامية ما بين هذا التيار و ذاك التيارمابين مدعى الثورية و الاسلامية و الليبرالية و العلمانية تاه الشعب و تبددت طاقاته بعد حلم جميل عاشه لفترة قصيرة؟؟ !! و كأن طيور الظلام قد استكثرت علينا أن نحلم و لو مجرد حلم فقاموا بسرقة حلم وطن بأكمله بكل أطيافه و طبقاته و سعوا لسلطة زائلة و مكاسب مادية و اعلامية تتضاءل أمامها مكاسب من كنا نسميهم برجال الأعمال فى العهد السابق
و هل كانت جماهير الشعب بعيدة عن هذا الفساد و الافساد .. مع الأسف الشديد .. لأ.
مع انطلاق الثورة جلس العديد من جماهير الشعب متفرجين و منتقدين لما يحدث بل و خرجت مجموعات عديدة تناهض الثورة و تواجه الثوار مواجهات لفظية و احتكاكات وصلت الى حد الصدام الدموى أحيانا و سقط قتلى من الجانبين و بعد سقوط رموز النظام خرجت هذه الجماهير فى كل يوم بفئاتها المختلفة تطلب ما تراه حقا لها .. و لها فقط .. هذا يطلب زيادة فى المرتب و ذاك يطلب حافزا أو علاوة حتى وصل الأمر الى قطع الطرق و ترويع الآمنين. فوضى غير خلاقة جعلتنا نظهر أمام أنفسنا قبل العالم بمظهر لا يدل الا على الأنانية و الاستغلال – حتى مع عدالة المطالب .
هل يتحمل الوطن كل هذا ؟ هل فى كل هؤلاء من خرج يوما فى خضم أحداث الثورة ناسيا نفسه و أهله و طالبا مستقبلا أفضل لوطنه و لأولاده من بعده ويحلم به وطنا للعدالة الاجتماعية و الحرية و الكرامة ؟؟ و هل لدى أحد من هؤلاء استعدادا لأن ينتقص من مرتبه الذى يطالب بزيادته  - و لو جنيها واحدا لدعم اقتصاد بلده المنهار – أو الذى أوشك على الانهيار ؟؟ هل فكر أحدهم أن هذه الأموال التى يطلبونها – و لايطلبون سواها قد يكون من الأفضل أن توجه لمن لا يعمل من أبنائنا بمعنى أن توجه لعلاج البطالة و مشاكل أخرى عديدة هى الأولى بالحل  ؟؟؟؟؟
  أعتقد ان الاجابة على كل الأسئلة هى – مع الأسف – لأ !!!
و هل لهذا أى معنى سوى الأنانية و انتهاز فرصة الظروف الدقيقة و الغير مستقرة التى يمر بها وطننا
أليست هذه حالة افلاس جماعى . أفلست النخبة و العامة و الجلاد و الضحية و المراقب و المتفرج و المخطط و المتسلل و من ينظر بتعالى على كل ما يحدث و من يسعى لمكسب مادى أو سلطوى أو اعلامى من وراء هذا كله ... و من ... و من .. و من ...

تضليل الثورة و ضلال النخبة


تبدو الثورات لمن يتابعها بعيون ناقدة أو رافضة و كأنها فعل هدام قبل أن يكون بناء مما يجعل الكثيرين من منتقديها و معارضيها يتناولونها من هذه النقطة على أنها نقيض الاصلاح و يشرحون عادة – من وجهة نظرهم – أن مساوئ الاصلاح أقل بكثير من مساوئ الثورات و يضربون الأمثلة التاريخية ثم يخلصون الى نتيجة مفادها أنه على أرض الواقع و ان كان لابد من حدوث الثورات فيجب أن يتلقفها الحكماء ليرشدوا من اندفاعها حتى لا تحطم كل شئ و تقضى على آمال الاصلاح . و هى وجهة نظر تبدو لأول وهلة وجيهة فى طرحها و حكيمة فى تناولها للأمور – لكن الرؤية العميقة لهذا النقد للثورات تجعله يبدو خاطئا و يخدم أهدافا حزبية و نخبوية و طبقية ضيقة.
و يحق لنا أن نسأل لماذا يقال هذا الكلام فقط عندما يكون محور الحديث الثورات السياسية و الاجتماعية و الشعبية ؟ لماذا لا نسمع هذا الكلام مثلا عن الثورة الصناعية و العلمية و المعرفية و الكشوف الجغرافية ؟ لماذا أطلق على هذه الأنشطة اسم الثورات ؟ لماذا لم يوجه اليها النقد على أنها هدامة قبل أن تكون بناءة ؟
ألم تكن اكتشافات كوبرنيكوس و جاليليو و غيرهم من العلماء ثورات غيرت وجه العلم و العالم و الحياة كلها ؟
ألم تكن رحلة ماجلان و كريستوفر كولمبوس و فاسكودا جاما ثورات غيرت وجه العالم و الحياة ؟
ألم يكن اكتشاف البخار و توليد الطاقة الكهربية و محركات الاحتراق الداخلى و غيرها ثورات غيرت وجه العالم و الحياة ؟
لماذا يوجه النقد للثورات الشعبية و السياسية و الاجتماعية دون غيرها ؟
السبب ببساطة أن كل تلك الثورات العلمية و الصناعية و الجغرافية و غيرها من مجالات الحياة صبت فى النهاية لمصلحة جماعة صغيرة أو ممالك و بلاد بعينها و منحتها بمرور الوقت القوة و الهيمنة و المكاسب المادية و السياسية و غيرها . لم تستطع هذه الفئات و الطبقات و النظم الاجتماعية أن توجه النقد لهذه الثورات العلمية و المعرفية و الصناعية و غيرها بل على العكس شجعتها و مولتها و ساهمت فى استمرارها لا حبا فى العلوم أو الكشوف الجغرافية و لكن طمعا فى جنى المكاسب من ورائها و يمكن أن نراجع رحلات كولومبس لنعرف سبب خروجها و من قام بتمويلها
أما الثورات الشعبية ضد النظم السياسية و النخب الحاكمة فكانت و مازالت تمثل تهديدا مباشرا لتلك النخب و النظم و الطبقات و الجماعات على اختلاف أسمائها و أشكالها و أماكن تواجدها من بلد لآخر – تمثل تهديدا مباشرا بضياع كل تلك المكاسب المادية و السياسية و الاجتماعية التى ربحوها من وراء تلك الأوضاع فاذا ما سقطت نخبة تحت تأثير الثورات الشعبية يتقدم سريعا أو بطيئا من كان يرى فى نفسه البديل لهذه النخبة قد يكون حزبا أو جماعة أو طبقة أو فئة أو حتى مجموعة أشخاص نلاحظ بمرور الوقت أنها تبدأ بالحديث عن الثورة و العدالة و الحرية و غيرها من الشعارات و بمرور الوقت تكرس الأوضاع لنفسها و للنخبة الجديدة مهما اختلفت المسميات راجعوا ما حدث فى أوروبا الشرقية 1989
 أما اذا تطورت الأمور على عكس هذا السياق فاننا نلاحظ عادة و على مدار التاريخ أن هناك تدخلا خارجيا اما بصورة خفية أو سافرة و اصطناع أزمة أو مشكلة سياسية أو حدودية أو بدعوى حماية الأقليات و عندها تنشب حروب أهلية أو خارجية تأكل الأخضر و اليابس و تؤدى فى النهاية الى سقوط هذا النظام الجديد أو الذى كان جديدا و احلال نظام نخبوى آخر محله و يقبل به الشعب الجريح بعدما طحنته الحروب و المجاعات و الأمثلة عديدة من الثورة الانجليزية الى تطورات الثورة الروسية الى فيتنام و كمبوديا و ايران غيرها
 و مابين الحالتين تبدو ثورتنا المصرية و كأنها فى المنطقة الرمادية بينهما و هو ما يجعل العديد من القوى الخارجية و الداخلية تعمل بنشاط على الأرض المصرية داخلها و خارجها خوفا من أن تجذب الجماهير الثائرة مسار الثورة الى الحالة الخارجة عن السياق المرسوم و المرغوب بينما تمضى النخب – و ما هى بنخب – على الطريق الأول باستبدال نخبة بأخرى و الابقاء على التوازنات الخارجية و الداخلية و بناء عليه تحركت و مازالت فى نفس الاطار من حوارات الغرف المغلقة و التفاهمات الغير معلنة و تلقى التمويل المشبوه و التفاعلات الاعلامية بما يصب فى النهاية فى مصلحتها فقط.
و ما بين هؤلاء جميعا يقف شباب الوطن الحر الثائر و كل الفئات و الأطياف الملتحقة بركب الثورة لتمثل الرقم الأصعب فى المعادلة و هى الفئة التى تم تهميشها من الجميع و استباحة دمها و المتاجرة به و التلاعب به و رسم الفخاخ له من الجميع و بالرغم من ذلك مانزال و سنظل على عهد الثورة ما حيينا . انه الاختبار الأصعب – ربما فى تاريخ الثورات – فى العالم كله فالكل يترقب و يتحسس رأسه .
لا تنخدعوا بحوار النخب ووعودهم – انهم عبيد للسلطة و المال و الاعلام وحتى من كان يوما بيننا و اغتر بأضواء الكاميرات و المال و السفر للخارج فلم يعد له مكان بيننا فالثورة أنقى و أطهر من أن ينسب اليها مثل هؤلاء و ستمضى الثورة الى غايتها لتبنى المجتمع الذى كنا و مازلنا نحلم به رغم أنف الأحزاب المصطنعة و الجماعات و الحركات المتمسحة فى الديمقراطية و الدين و الثورة و هى فى واقع الأمر جزء من الفتنة و بقايا قذارة كانت تحيا بيننا و ستلحق بما سبقها من قذارة .
معركتنا طويلة يا سادة و لم يعد منها مفر و لا تهادن و لا تراجع أما أنصاف الحلول التى تحدثوننا عنها و أنتم تلبسون مسوح الحكمة فانها الخيانة العظمى و الثائر ليس بخائن و من أراد الرجوع عنها فلينزل من قطار الثورة غير مأسوف عليه .

الثورة بين الميلاد و الذكرى


هناك من سيحتفل " بمرور " عام على الثورة
و هناك من سيحتقل ببلوغ الثورة عام
فالثورة كالطفل الوليد يراه أهله و قد بلغ من العمر عاما ويرجون له  أن يعيش لأعوام طويلة دائمة ممتدة
بينما يرى البعص الثورة 18 يوما لا غير ما بين 25 يناير الى 11 فبراير 2011 – هذه هى الثورة فى نظرهم و هم من سيخرجون للاحتفال – أما نحن فسنخرج لاستكمال المسيرة – نحن من سيحتفل بعيد ميلاد الثورة
أما هم فسيحتفلون بذكرى الثورة
الفارق كبير جدا بيننا و بينهم لقد انطلقوا من قناعتهم و ساروا فى طريق يخدم أهدافهم و رؤيتهم و مصلحتهم الشخصية و الحزبية و أداروا حوارات عقيمة عن الدستور و الانتخابات و جعلوها قميص عثمان و أخفوا هدفهم الحقيقى – السلطة – و لا شئ غير السلطة و الابقاء على توازنات رأس المال المتحكم فى الوطن و مستقبل أبنائه . انتهزوا سقوط الرموز الكبيرة للفساد السياسى و المالى تحت تأثير ضربات الثورة و الثوار و استغلوا الصراع بين الثورة و رموز النظام ليقرروا فى هدوء و داخل غرف مغلقة الخطوط العريضة لمستقبل الوطن و هم فى الواقع يتفاوضون على مستقبلهم هم لا الوطن
أما نحن فلا يعنينا هذا الصراع على السلطة و لا يعنينا لمن ستؤول .
نحن أبناء هذا الوطن عماله و فلاحوه و طلابه و كل فئاته من المحرومين و المهمشين خرجنا ننادى بالعدالة و العيش بكرامة و حرية و سنظل على عهد الثورة ما حيينا نبذل فى سبيلها الدم و الجهد و العرق – نحلم بمستقبل أفضل لوطن علم العالم الحضارة و الرقى الانسانى .
فلتفرحوا يا سادة بمقاعد السلطة الوثيرة فكلكم تحلمون بها من زمان طويل و لتحافظوا ما شئتم على رؤوس أموالكم و توازنات المال و السلطة و السياسة و أبشركم بأن كل ذلك هو قبض الريح و قد غشتكم نفوسكم من نفوسكم . و نار الثورة التى بعتموها بالسلطة ستحرقكم قريبا مع كل تجار الثورة و منتفعيها و عندها لن ينفعكم سلطان و لا مال.

الله يرحمك يا كابتن لطيف

الكابتن "شوبير" الطنطاوى , صاحب الصوت العالى و الدم "الخفيييييييييييييييييييييييييف" بشكل يلطش , أضاف الى مجمع اللغة ...